كوفيد ١٩: إنترنت الأشياء IoT قد يساعد في مراقبة سلامة العاملين

في الوقت الذي تتسابق فيه الحكومات وشركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم لإنتاج تطبيقات الهواتف الذكية لتتبع الاتصال بفيروس كورونا، قدمت الشركات المقدمة لخدمات تحديد المواقع لقطاعات البناء والصناعة بسرعة حلولًا جديدة للسوق.

وبما أن الصناعة تعتمد على القوى العاملة، فقد تأثر قطاع البناء في الخليج بشكل كبير من جائحة فيروس كورونا. إن النداءات بضرورة التباعد الجسدي بين العمال تطلبت من الشركات إجراء تغييرات على عملياتها، مثل استخدام حافلات إضافية لنقل العمال. وفي موقع العمل نفسه، تعتبر اختبارات درجة الحرارة واستخدام الأقنعة بانتظام أشكال أخرى من المتطلبات.

لكن الشركات المقدمة لخدمات تحديد المواقع لقطاعات البناء والقطاعات الصناعية الأخرى قد تطورت هي الأخرى، حيث أطلقت منتجات جديدة أو أضافت وظائف للأنظمة الحالية.

أطلقت عدد من الشركات أجهزة يمكن استخدامها لضمان احتفاظ العمال بمسافات آمنة. أطلقت شركة Ottogee، وهي شركة تكنولوجية مقرها دالاس بولاية تكساس والتي تركز على استخدام التحليلات في الوقت الفعلي لخفض التكاليف وتحسين الإنتاجية في مواقع العمل، سوار للتنبيه عن قرب الآخرين. يتم تشغيل الجهاز من خلال جهاز رادار بلوتوث منخفض الطاقة (BLE)، فعندما قترب سواران من بعض وعلى بعد ستة أقدام (١.٨٣ م) من بعضهما البعض، يهتز كلاهما لتذكير العمال بالحفاظ على مسافة آمنة. يتم أيضًا تخزين بيانات الموقع من السوارات، مما يسمح للشركة بتتبع جهات الاتصال الخلفية في حالة ما إذا كانت نتيجة اختبار العامل إيجابية لمرض كوفيد ١٩ أو مرض آخر، كما أطلقت شركات أخرى منتجات مماثلة.

تمتلك شركة SmartBarrel، وهي شركة أمريكية أخرى، نظامًا آليًا لتسجيل الدخول والخروج، حيث يستخدم العمال رمزًا والآلة - مثبتة على أنبوبة قياسية - باستخدام كاميرا فيديو تتأكد من هويتهم. قامت الشركة بتحديث منتجها في مارس، مقدمة جهاز بصمة بدون تلامس، وخاصية تتبع القناع اليومية الجديدة والتي تتأكد تلقائيًا من أن العمال يرتدون أقنعة الوجه في الموقع.

في الإمارات العربية المتحدة، قامت شركة WakeCap Technologies، وهي شركة ناشئة لخدمات المواقع جمعت حتى الآن أكثر من ٢.٥ مليون دولار من التمويل ولديها حوالي ٤٠ موظفًا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وأمريكا الشمالية، بإطلاق لوحة تحكم جديدة خاصة بكوفيد ١٩. يشرح إيشيتا كوتشار، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات، أن الجهاز قيد الاستخدام بالفعل من قبل المقاولين، بما في ذلك أحد المواقع والذي يعمل به أكثر من ٢٠٠٠ عامل، على الرغم من إغلاق العديد من المواقع الأخرى حيث يتم استخدام النظام.

تستخدم الشركة شريحة مدمجة في خوذات العمال لتوفير بيانات السلامة والإنتاجية للشركات، مثل القدرة على اكتشاف ما إذا كان العامل قد سقط. في عصر كوفيد ١٩، تشمل مزايا القوى العاملة المتصلة بالإنترنت التقليل من الاتصال بين العمال، مثل التخلص من طوابير العمال المزدحمة باستخدام تسجيل الحضور الآلي وتسجيل الوقت عبر الجهاز الذكي. يلغي تسجيل الحضور الآلي أيضًا الحاجة إلى الأجهزة التي تعمل باللمس مثل البوابات الدوارة وماسحات بصمات الأصابع الضوئية، والتي تعد نواقل محتملة لمرض كورونا.

إذا تم التأكد من حمل العامل للعدوى، فستحصل الشركة على البيانات على الفور، بدلاً من الاضطرار إلى التحقق من أفراد الاتصال القريبين والمناطق التي زارها العامل المصاب. وهذا يمنح الشركة القدرة على تتبع وتحديد جميع العمال الذين كانوا على اتصال بالعامل، وتحديد مكان وجودهم في الموقع والمعدات التي استخدموها.

تقوم الشركات بتقييم كيفية العودة إلى العمل بأمان، وبالتالي فهي تقوم بتقييم فوائد إنترنت الأشياء للعمال، وقد تؤدي تدابير السلامة ذات التقنية العالية إلى موافقة السلطات البلدية على إعادة فتح الأعمال، كما يقول كوشار: "الشركات التي كانت مترددة في مراقبة القوى العاملة أصبحت الآن أكثر انفتاحًا لتقبل التكنولوجيا."