خدمات أساسية

أثر وباء الكورونا الجديد على أرقام المبيعات السنوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أكد على أهمية النقل البري للاقتصادات والمجتمعات. والتحول إلى التسوق عبر الإنترنت سيزدهر بالتأكيد على المدى الطويل.

في حين أن جائحة فيروس كورونا أثرت على العديد من عناصر أعمال النقل والخدمات اللوجستية، إلا أنها أبرزت أهمية صناعة النقل بالشاحنات، وهو شريان حياة حيوي في ضمان تزويد محلات السوبر ماركت بالطعام والضروريات الأخرى. يقول يورج موميرتز، رئيس المبيعات في شركة مانتراك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "كنت سعيدًا جدًا لسماع أن النقل والخدمات اللوجستية تم تصنيفهما على أنهما خدمات أساسية - لم أسمع ذلك من قبل كوفيد ١٩. ولكن بالطبع هي خدمة أساسية لنقل البضائع كل يوم."

أطلقت شركة مانتراك جيلها الجديد من الشاحنات في فبراير، بدءًا من TGX الجديدة، لكن بدء التشغيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيبدأ بجدية في ربيع عام ٢٠٢١، بما في ذلك في بلدان مثل الجزائر والمملكة العربية السعودية حيث تحتاج مصانع غبار قمين الأسمنت (CKD) إلى إعادة ضبط لتتماشى مع النماذج الجديدة. يقول موميرتز إن الموديل الجديد يركز بشدة على راحة السائق، وسلامته، والكفاءة، والاتصالات، بما في ذلك ميزات مثل التحكم التكيفي في التطواف (يتطلب GPS).

لم تكن راحة السائق محط تركيز تقليدي في المنطقة، ولكن هذا يتغير. يقول موميرتز: "إن توظيف سائقين مؤهلين سيصبح تحديًا في المستقبل، وإن راحة السائق تساهم في تحقيق السلامة. توفر الشاحنة الجديدة لمقدم الخدمة أعلى معايير السلامة والراحة." تشمل مميزات الاتصال الخدمات والتشخيصات عن بُعد، والتليماتيك، ودمج حلول بناء الأجسام في وظائف التحكم في توجيه وإدارة الشاحنة، بحيث يمكن تشغيل الكرينات، والرافعات، والحلول الأخرى بدون جهاز تحكم إضافي. ومع زيادة طلب العملاء النهائيين على تمكينهم من تتبع بضائعهم، فقد أُلحقت الشاحنات بأدوات ملاحة مُحسّنة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، بما في ذلك تتبع تحميل المقطورة.

في أوروبا، تم التأكيد على تحسين كفاءة الوقود بنسبة ٨٫٥٪ من قبل جمعية الفحص الفني الألمانية (TÜV). سيختلف ذلك بين أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بناءً على معايير الانبعاثات المختلفة، لكن موميرتز يقول: "بشكل عام، يمثل هذا توفيرًا كبيرًا للوقود في الأعمال اللوجستية اليوم." إن متطلبات الأسطول الإقليمي تشبه بشكل متزايد تلك الموجودة في أوروبا. ويستطرد قائلًا: "في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هناك طلب أعلى على القوة؛ يجب أن تكون الشاحنة قادرة على مواجهة المناخ ومتطلبات الطرق الوعرة. ولكن هناك طلبًا أكبر على حلول الاتصال والخدمات حول السيارة - فالعملاء المحترفون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يطالبون بذلك بنفس مستوى مطالبة عملاء شركة مانتراك في أوروبا."

ومع ذلك، من وجهة نظر الشركة المصنعة للمعدات الأصلية وموزعيها داخل البلد، لا تزال حلول الاتصال عالية التقنية التي توفر معلومات التشخيص والصيانة تعتمد على الكفاءة الأساسية المتمثلة في القدرة على إصلاح أي مشاكل مع سيارة العميل في الورشة.

أطلقت شركة مان جيلًا جديدًا من الشاحنات في وقت سابق من هذا العام، وسيتم طرحها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أوائل العام المقبل.

يقول موميرتز: "لذلك، فإن نظام إصلاح شاحنة في الورشة القديم مهم للغاية، وبالتالي يجب أن يكون لديك شبكة خدمات كبيرة ومكثفة وذات كفاءة عالية مع ميكانيكيين مهرة ذو خبرة." ويضيف قائلًا: "لقد أظهر وضع كوفيد ١٩أن [شبكة خدماتنا] هي أحد الأصول بالنسبة لنا. لم نتلق أبدًا ولا حتى شكوى واحدة من العملاء مفادها أنه لا يستطيع تشغيل شاحنته، حتى أثناء فترة التوقف في جميع البلدان."

بالنظر إلى بيئة الأعمال، يقول موميرتز إن بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبلي بلاءً حسنًا عندما يتعلق الأمر بأعمال الشاحنات، مع استقرار الطلب بسبب متطلبات تجديد الأسطول. ومن المقرر أيضًا أن يؤدي تطوير التجارة الإلكترونية، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى زيادة الطلب، وتقوم شركة مان بتسويق خط شاحناتها التجارية TGE بشكل متزايد، حيث يتراوح وزنها الإجمالي بين ٣.٥ و ٥.٥ طن، وذلك لتلبية احتياجات التوصيل. ويقول: "ما يقلقني قليلاً هو السيولة في بعض الأسواق، لأن السيولة - النقدية - تعتمد بشدة على السلع، وقد رأينا أن قطاع النفط والغاز ليس هو قطاع الأعمال الواعد في المستقبل. وهو ضعف في اقتصادات دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهو شيء يجب التغلب عليه."

تكاليف التشغيل

في مصر، أشاد العملاء بكفاءة استهلاك شاحنات رينو للوقود، كما يقول ممثل شركة تراينجل للمعدات الثقيلة، الموزع. يتم تعزيز ذلك من خلال حلول مثل Optifuel Infomax، وهو برنامج يراقب الأنماط السلوكية للسائقين ويوصي بإجراءات لتحسين استهلاك الوقود.

كما يقول: "يسمح تقوية الهيكل، خاصة عبر الموديلات K و C، للعملاء بإجراء عدد أقل من الرحلات ذهابًا وإيابًا، مما يسمح لهم بالاستفادة من الإنتاجية والمتانة للعمل في الظروف القاسية". تشمل الميزات الأخرى وجود أعرض حجم من الزجاج الأمامي المتوفر في السوق وأعلى زاوية اقتراب، والتي تعتبر مهمة لراحة السائق وسلامته.

تحظى شاحنات الموديل C و K بشعبية كبيرة فهي مخصصة للعمل الشاق، حيث تستهدف الشاحنات من موديل C قطاع الطرق والبناء، وموديل K مصممة للظروف القاسية. تتميز مجموعة K بمصد فولاذي بالكامل، وخلوص أرضي ممتاز، وأفضل زاوية اقتراب في السوق، في حين أن العديد من تعزيزات الهيكل تجعلها مناسبة حتى لأصعب الظروف، كما يقول الممثل.

ويضيف: "إن مجموعة شاحنات رينو C مناسبة تمامًا لأعمال المسافات الطويلة. وهي تتميز بحمولة عالية واستهلاك منخفض للوقود وقوة سحب ممتازة. كما تجعلها القدرة على المناورة والقدرة على إزالة العوائق خيارًا ممتازًا للمحترفين الذين يقومون بتوصيل المواد في كل من الطرق السريعة والمناطق الحضرية."

إن التكلفة الإجمالية لتملك الشاحنة هي العامل الرئيسي عند شراء شاحنة تجارية جديدة، حيث تظهر الأرقام الحالية أن تكلفة تشغيل السيارة لمسافة ٥٠٠٠٠٠ كيلومتر هي في المتوسط ثلاثة أضعاف سعر الشراء، مما يجعلها مكون التكلفة الرئيسي لأي أسطول شاحنات تجارية.

تعتبر كفاءة استهلاك الوقود ميزة جذابة لشاحنات رينو في السوق المصري، كما يقول الموزع: شركة تراينجل للمعدات الثقيلة.

كما يقول الممثل: "تكرس شركة تراينجل للمعدات الثقيلة جهودها للحفاظ على القيمة طويلة المدى لأصول [عملائنا] من خلال الاستفادة من عوامل محلية ودولية تحافظ على استمرار شاحناتنا."

يشمل ذلك تدريب السائقين، وعقود الخدمة، والفحوصات المجانية، وإعادة الشراء، بالإضافة إلى تحليل العمليات لتحسين سلوك السائق وكفاءة استهلاك الوقود، وزيادة وقت تشغيل الشاحنات. بشكل عام، تساعد جاهزية شبكة الخدمة والصيانة الفعالة باستخدام قطع غيار أصلية في القضاء على فترات التوقف غير المخطط لها.

ويضيف ممثل الشركة أن السوق المصري يتمتع بصحة جيدة رغم تأثير الوباء. "وضعنا في السوق قوي ومستقر، حيث أن السوق متعطش لجودة شاحنات رينو. مع تخفيف القيود، نتوقع أن نسجل نموًا أقوى في عام ٢٠٢١ ونواصل اختراق قطاعات سوق إضافية."

التكنولوجيا العالية المحلية

يقول فابيو دي سيرافيني، مدير أعمال منطقة أفريقيا والشرق الأوسط بشركة إيفيكو، إن إيفيكو تتمتع بمكانة قوية في شمال إفريقيا لانتشارها في جميع الأسواق.

في المغرب وتونس، تتمتع الشركة بحصة سوقية عالية في الشاحنات الخفيفة من خلال شاحنات Daily Chassis Cabs ذات وزن إجمالي للمركبة (GVW) يبلغ من ٣.٥-٧.٢ طن، وهي تعمل بمحرك ٣.٠ لتر بقوة ١٤٦ حصان (انبعاثات ٤ يورو) مع ناقل حركة يدوي، ومحركان ٢.٣ لتر ١٣٦ حصان و ٣.٠ لتر ١٧٠ حصان مع ناقل حركة أوتوماتيكي (انبعاث ٥ يورو).

يقول دي سيرافيني: "إن مجموعتنا من يورو كارجو (متوسطة المدى) تحظى بتقدير كبير في المغرب وتونس ومصر. أما في النطاق الثقيل لدينا طرازان مختلفان. تعد ستراليس Stralis، لبعثات النقل الطويلة، واحدة من رواد السوق في المغرب وتونس؛ وتنتشر شاحنة تراكر Trakker، للطرق الوعرة، انتشارًا جيدًا في جميع بلدان شمال إفريقيا."

ويضيف أن طرازات إيفيكو هي نفسها التي تُباع في أوروبا، مع تعديلات فنية تجعلها مناسبة لشمال إفريقيا. وهذا يعني أننا نجمع بين المعايير التكنولوجية الأوروبية والخبرة المحلية. لطالما كان هذا الدمج هو نقطة الفوز لدينا، وقد عُرفت علامتنا التجارية تاريخيًا بأنها حساسة للمتطلبات المحلية."

يعد استمرار عمل الشاحنات أمرًا ضروريًا بالطبع لعملاء الشاحنات التجارية. وهذا يعني التأكد من إمكانية صيانة الشاحنة في أقصر وقت ممكن، مع توفير قطع الغيار وورش العمل المنظمة والمجهزة لإصلاح الشاحنات والتسليم في الوقت المحدد.

توفر إيفيكو، الرائدة في التقنيات الجديدة التي تمتثل لأحدث اللوائح البيئية، مجموعة واسعة من الشاحنات منخفضة الانبعاثات، اعتمادًا على اللوائح المحلية. وتطوير محركات وقود بديلة هو أيضا محل اهتمام بالشركة. يضيف دي سيرافيني: "سنكون مستعدين لتوريد شاحنات الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) والشاحنات الهجينة بمجرد أن تصبح الأسواق المحلية جاهزة. نعتقد أن هذا سيحدث في فترة قصيرة من الزمن."